معجزة القران تختلف عن باقى المعجزات

بسم الله الرحمن الحيم

ان معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين ......... ان معجزات الرسل خرقت النواميس ... وتحدت واثبتت ان الذى جاءت على يديه رسول صادق من الله.... ولكنها معجزات كونية من راها فقد امن بها ومن لم يراها صارت عنده خبرا ، ان شاء صدقه وان شاء لم يصدقه ..... ولو لم ترد فى القران لكان من الممكن ان يقال انها لم تحدث .... اذن فالمعجزة الكونية المحسة اى التى يحس بها الانسان ويراها تقع مرة واحدة من راها فقد امن بها ومن لم يراها تصبح خبرا بعد ذلك
ولكن معجزة الحبيب محمد "صلى الله عليه وسلم" معجزة عقلية باقية خالدة يستطيع كل واحد ان يقول: محمد رسول الله وهذه معجزة النبى " القران"
هناك شئ اخر اذا نظرنا الى معجزات الانبياء السابقين لنبينا كمعجزة سيدنا ابراهيم عليه السلامالتى جاءت فى قوم يعبدون الاصنام ويسجدون لها ويقدسونها ...... عندما ارادوا احراق ابراهيم عليه السلام جاءوا به امام ألهتهم ليلقوه فى النار وكان من المفروض ان تنتقم الالهة اذا كانت حقا الهة فخذلتهم الهتهم ولكن معجزة ابراهيم عليه السلام ليست ان ينجوا من النار . فلو اراد الله ان ينجيه من النار ما مكنهم من القاء القبض عليه او لنزلت الامطار لتطفئ النار ولكن شاء الله ان تظل النار نارا متأججة محرقة مدمرة...... وان ياخذوا ابراهيم عيانا امام كل الناس ويرمى فى النار وهنا يعطل قانون احراقها ( قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم)
وكمعجزة سيدنا موسى عليه السلام وان شئنا فلنقل معجزات وليس معجزة .......... فلقد ايد الله نبيه موسى بأكثر من معجزة
ايده بالعصا التى تتحول الى ثعبان كبير ، وبيده يدخلها فى جيبه ثم يخرجها فاذا هى بيضاء منيرة مشرقة , ومنها انفلاق البحر له عليه السلام
وكمعجزة سيدنا عيسى عليه السلام........... فولادته معجزة وكلامه وهو طفل صغير معجزة ولكن المعجزة التى ايده بها الله سبحانه وتعالى عندما كلفه بالرسالة ابراء الاكمه والابرص
اذا نظرنا الى كل هذه المعجزات وجدناها فعلا من افعال الله من الممكن ان ينتهى بعد ان يفعله الله ؛ البحر انشق لموسى ثم عاد الى طبيعته..... النار لم تحرق ابراهيم ولكنها عادت الى خاصيتها بعد ذلك

ولكن معجزة النبى " صلى الله عليه وسلم" صفة من صفات الله وهى كلامه والصفة باقية ببقاء الموصوف
كما ان كل رسول كانت له معجزة وله كتاب منهج ........ معجزة موسى العصا ومنهجهه التوراة , ومعجزة عيسى الطب ومنهجه الانجيل .... ولكن حبيبنا معجزته هى عين منهجه ليظل المنهج محروسا بالمعجزة وتظل المعجزة فى المنهج ومن هنا فقد كانت الكتب السابقة للقران داخلة فى نطاق التكليف .... بمعنى ان الله كان يكلف عباده بالمحافظة على الكتاب اما القران فقد قال سبحانه" انا نحن نزلنا الذكرى وانا له لحافظون"
اولا : لان القران معجزة وكونه معجزة لا بد ان يبقى بهذا النص والا ضاع الاعجاز
ثانيا : لان الله اختبر عباده فى الحفاظ على الكتب السابقة فنسوا حظا ممت ذكروا به .. والذين لم ينسوه كتموا بعضه والذين لم يكتموه يلوون السنتهم به ويحرفونه عن موضعه..........
وهكذا نرى ان هناك اكثر من نوع : المسخ والنسيان والتحريف ثم جاءوا باشياء من عندهم وقالوا انها من عندالله ليشتروا به ثمنا قليلا من هنا قرر الله سبحانه ان يحافظ على القران حقا فلنا جميعا اعظم الشرف لا اننا من امتة المصطفى محمد " صلى الله عليه وسلم"